متى أراكم ؟

رحلتى العجيبة التي اشتقت للقيام بها، ها انا اقترب، اين انتم ؟ كيف تأخرتم هكذا ؟ او ربما انا الذي جئت مبكراً .. من يدري، المكان هنا رائع جداً، هواءه لطيف، لا أجد توضيح يفي بالغرض أكثر من "لطيف"، كل شئ رائع هنا بشكل خيالي ..

من هذا القادم .. أعرف تلك الملامح المصرية والشعر الطويل نسبياً، مينا يا عزيزي اشتقت اليك جداً اجلس لجانبى اجلس، كيف حالك ؟ أخبرني عن الحياة هنا .. مم ممتعة ؟ ألم تشتاق لنا ؟ نحن ايضاً في أشد الاشتياق إليك لا يمكنني أن أصف لك كيف هي الحياة، آه ياعزيزي لقد انقضت أيامنا الجميلة، نحن الآن في كابوس لا ينوي الانتهاء .. هل تعلمون كل شئ عن مايحدث هناك فعلا ؟! أخبرني كيف ؟! لا أرجوك أخبرني ؟! لماذا لا يمكنك إخباري ؟ هل هي أمور غيبية عن من لم يموتوا بعد ؟ .. حسناً لا يهم لا يهم، من ترى هنا من الرفاق ؟ الكثير فعلا .. كيف هذا ؟ اه من لم نعرف عنهم شئ، من فتره قرأت شهادة عن شخص تواجد فى واحدة من المستشفيات وأشار العامل هناك إلى عدد ليس بقليل من ثلاجات حفظ الموتى وقال انها تخص بعض شهداء أحداث يناير 2011 ولم يستدل عنهم بعد !! مجهولين يا عزيزي كل الحكومات التي ادعت انها تدعم الثورة ما هي إلا أكذوبة كبيرة، لم تعمل جهة واحدة على تكريمهم و إعادتهم إلى أهاليهم أو نشر صورهم .. الخ 
ايضاً تعلم كل هذا ؟ يالك من محظوظ أنك تعرف الكثير عنهم .. أين هم ؟ هؤلاء من يقفون في جماعات متفرقة هناك و لماذا ينظرون الي بكل هذا الارتياب، انهم تحت سلطة القدير هنا بشكل كامل ولا يوجد مظلمة ولا ظالمين ,أليس كذلك ؟ 

والآن أين باقي الرفاق ؟ 
نعم ها هو قادم في عبائته و بنفس الابتسامة التي اعتدت أن أشاهدها فى صوره، كيف حالك يا مولانا وشيخنا الجليل ؟ نحمد الله انك بخير هنا، أتعرف لدي ما أريد أن اقوله لك .. أنا في غاية السعادة لأني امامك الآن، فى الواقع أنا فخور أني ادرس في الأزهر فقط لأنك تنتمي الى تلك المؤسسة العريقة التعيسة الآن، نعم ياسيدي نحن نواجه الويلات من نظام التعليم الفاشل والادارة ايضاًُ، هل عرفت عدد الطلبة اللذين أصيبوا بالتسمم وعدد الوفيات منهم ؟ كنت أتوقع هذا أنتم هنا على دراية تامة بكل مايحدث هناك .. أنا سعيد لذلك فيمكنني أن اهديكم كلمات أو دعاء وأتخيلكم تبتسموا لي وتتمتموا خلفي "آمين" .. هذا شعور رائع

وجاء صديقنا، أين آلة التصوير الخاصة بك ؟ هل يمنعوك من التصوير هنا ايضاً، يااه ابتسامتك رائعة ياصديقي الذي لم يحالفني الحظ فى صداقته هناك، كيف حالك أنت أيضاً ؟ هل أنت سعيد هنا ؟  انا معك فعلاً يا عزيزي أنت وصلت هنا متأخراُ لكنك في كل الأحوال مع من تمنينا فقط أن نسمع أصواتهم، آه ياعزيزي لقد عاصرت أسوء مرحلة وأطولها عنهم, هم هنا يعرفون كل الأخبار هناك وانت أيضاً بالتأكيد مثلهم منذ وقت استشهادك، لكن هل رويت لهم المشاعر ؟ إن معرفة الأخبار ربما تصيبهم بالاحباط لكن مايعيدهم لسعادتهم أنهم هنا، لكن هل قمت بمهمتك التى لم يكلفك أحد بها في سرد المشاعر والأفكار والأزمات النفسية والفكرية التي مررنا بها ؟، أتعرف نحن مازلنا لا نملك المفاتيح وأطراف الخيوط، كما نحن مجرد أداه وطرف لا يعرف أن أحدهم يستغله ويجره إلى صراعات لا شأن له بهاـ نعم لقد أثبت شعبنا فشله وتواكله، لكني متأكد أن القادم أسوء لهم ولنا، الله لن يكرم من داسوا على دماء أبنائهم، لدي شئ اخبرك به، لقد عرفت بعد وفاتك اننا تقابلنا يوماً وجلسنا فى نقابة الصحفيين ونحن نرتشف المشروبات البشعة التي تقدم هناك، حزين لأن القدر لم يسمح لعلاقتنا بالاستمرار ..

آه اخيراً جئت .. أنت الفتى الأكثر متاجرة بدمائه
أتعرف لقد اكتشفنا أنك صديق لنصف سكان القاهرة، والنصف الآخر أكدوا لنا أنهم أقرباء لك وحزينون جداً، لكن الجميع أكدوا أنهم كانوا الأقرب إليك وأن سرك كان معاهم، ههههه نعم إنها مبالغة لكن في محلها، وأعرف أنك مثلهم تعرف ما دار حولك،  لا افهم ما يستفيد من يعلن صداقته بشخص غاب عن الحياة، هل لنقص ما في نفسه يريد أن يداريه بصداقته لشهيد أم للحصول على تعاطف من بعض الحسناوات ؟! لا أفهم لماذا يحدث كل هذا، الرفاق خانوا الجميع، لجأوا لجهات سيادية و تعاونوا معها لإسقاط النظام الإخواني ظناً منهم أنهم يخدموا أهداف الثورة، أو لأنهم باعوا مبادئهم وخانوا الأمانة التي أدعوا انهم يصونوها وهذا ما اقتنع به ..

حسناً .. أريد منكم أن تنصتوا الى كلماتي جيداً  :

باعوا كل شئ، احلامنا ودمائنا حتى الأرض، لقد دمروا الفردوس التي تمنيتم أن تتحقق ولم تبخلوا عنها بدمائكم .. خانونا يا رفاق .

Follow @IslamLuCa