نُشر على موقع جريدة المصري اليوم مقال عن تجربة "قتل أطفال الشوارع في مجزرة جماعية بطريقة اعدام الكلاب الضالة" وهي تجربة ناجحة على حد وصف الكاتب للتخلص من جرائم السرقة والدعارة.
غير مقبول أن يصل الأمر إلى الدعاية لقتل جماعي لأطفال لا ذنب لهم سوى انهم وجدوا في دولة تمتص حقوقهم حتى وصلت نسبة الفقر فيها إلى اكثر من 50% ، الكاتب يعلن عن فائدة هذا الحل الذي جعل من تبقى منهم يهربون إلى المناطق "العشوائية" !! أي انه يعترف بوجود فقراء وعشوائيات، وأن الأطفال الذين فروا من سوء الحياة مع أسرهم في الأحياء "العشوائية" أو لأسباب أخرى، تم قتلهم لأنهم مصدر إزعاج لباقي الشعب أي "الطبقة الأعلى". هذا هو الحل؟!! يبدو أن الكاتب متأثر كثيراً بالطوبيا، أو بالحياة الاجتماعية في خلية النحل !!
وهذا المقال غير جديد بالمرة فقد تم نشره للمرة الأولي عام 2013، والكاتب يعيد نشره مره أخرى الآن، لماذا قام بإعادة نشره الآن ؟ يمكنك ببساطة ان تعرف الإجابة دون مساعدة.
التشرد الأطفالي، هو مصطلح يعني انفصال الأطفال عن ذويهم، وعن البيئة التي نشأوا فيها، أو الأطفال اللاجئين، وغيرهم، فلا يقع التعريف عليهم بالمفهوم الضيق الذي يعنيه الكاتب.
وتعريف كلمة "طفل" المعترف به دولياً، هو كل شخص لم يبلغ عمره 18 عامًا.
مشكلة "أطفال الشوارع" انتشرت في مصر مع ارتفاع نسبة الفقر، وانخفاض مستوى التعليم، وهذا يشير إلى عهد المخلوع محمد حسني مبارك، وزوجته التي اصرت على ان يسبق اسمها دائما لقب"ماما"، لقبت نفسها براعية الأمومة والطفولة في مصر، وكلما كان يعلوا هذا الشعار كانت تنقسم الأسر ويصيبها الشتات.
أطفال الشوارع فئتان:
1- تنتمي شبه كلياً إلى الشارع، وهم المتسولين او من يقومون بوظيفة بائع متجول ليعودوا الى منازلهم التي تتكون من غرفة واحدة في الغالب يسكنها الأب والام والأبناء، بحصيلة تسول اليوم أو البيع "بتسول".
2- الأطفال المنتمين للشارع بشكل كلي، وهم يعتمدون على أنفسهم بشكل كامل.
وعن علاقتي ببعض الأطفال منهم، هناك حالة لثلاثة إخوه ينتمون للفئة الأولى، يذهبون إلى المدرسة في الصباح، وليلاً يعملون كمتسولين أو باعة مناديل ورقية، وحالة أخرى لطفل أخرجه والده من المدرسة بعد ان اصيب بعاهة تمنعه من العمل، لا أذكر اسم الطفل لكن أذكر نظرة الصدق في عيناه وهو يقول: "أنا كبرت وبقيت راجل وبشتغل عشان أساعد أمي وابويا العيان". هذه الجملة صدرت عن طفل عمره 9 سنوات.
هل يرغب الكاتب والأستاذ الجامعي الكبير في قتل هؤلاء ؟
البرازيل تعاني من ازمات عديدة، البرازيل ازاحت الفقراء بالعنف بعيداً عن منازلهم ومخيماتهم التي تقع بالقرب من استاد كرة القدم الذي تقام فيه مباريات كأس العالم، حتى لا ينزعج بهيئتهم ووجودهم السياح الذين جاءوا لمشاهدة المباريات.
البرازيل واجهت بالقتل والاعتقال مئات التظاهرات التي انطلقت ومازالت تنطلق حتى الآن في العديد من المدن البرازيلية اعتراضاً على تبديد الأموال في كرة القدم ووطنهم يعاني من الفقر والجوع والمراض، ينقل لنا الكاتب تجربة فاشية فاشلة قامت بها البرازيل في التسعينيات، أي من مدة 20 عاماً تقريباً، دون أن يفكر لحظة واحدة قبل نشر مقاله في وضع البرازيل اليوم.
وهكذا ختم مقاله : "وهكذا أفلح الحل البرازيلى فى تخليص الشوارع الرئيسية للمدن الكبرى من أطفال الشوارع ودفع من تبقى منهم إلى الانسحاب للمناطق العشوائية، غير أن هذا النجاح لا يعزى إلى القسوة التى انطوى عليها الخيار البرازيلى، ولكنه يعزى أولا وقبل كل شىء إلى توافر إرادة الإصلاح لدى القيادة السياسية البرازيلية التى حاربت الفساد بكل قوة والتى وفرت الملايين من فرص العمل للبرازيليين، واستطاعت من ثم أن تتحول من اقتصاد موشك على الإفلاس إلى واحد من أهم قوى نظم الاقتصاد العالمى، وهذا هو الدرس الذى ينبغى أن يعيه كل من يحاول أن يتعلم شيئا ما من التجربة البرازيلية" .
وما فائدة أن تكون الدولة غنية وذات اقتصاد قوي، إذا كانت تجلس بكل ثقلها على فقراء الشعب ؟!!، وبعد مرور عشرون عام على مجزرة قتل الأطفال في البرازيل، هل انخفضت نسبة التجارة بالمخدرات والدعارة ؟!
انقل لكم جزء من تقرير حول الحياة الاجتماعية في البرازيل حاليًا من اليونيسف:
- يعيش حوالى 12 مليون طفل في المنطقة شبه القاحلة التي تضم أضعف وأفقر ولايات البرازيل. وتعد معدلات الامية، ووفيات الأطفال الرضع، وتغطية توفير المياه، هنا اقل بكثير من المعدل الوطنى.
- يعيش نحو 000 620 برازيلي مع فيروس الايدز. وقد نجح تحرك جريئ نفذته الحكومة في ابطاء تفشي الوباء، رغم ان انتشاره يتزايد بين الشابات. ويحق لجميع المرضى المصابين تلقي العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات الرجعيه مجانا.
- البرازيل في طريقها الى تحقيق تعميم التعليم الابتدائي، الا ان الكثير من المدارس تخفق في تعليم المهارات الاساسية.
- لا يتم تسجيل المواليد لاكثر من 500،000 طفل كل سنة ، مما يهدد قدرتهم على تحقيق الكثير من الحقوق الاساسية.
- تعد الجريمة والعنف من المشاكل الخطيرة فى اجزاء من البلاد.
الأمر ببساطة نوع من أنواع حملات التطهير تشبه الحملات التي نفذتها الدولة في الاتحاد السوفيتي للتخلص من المعارضين تحت مسميات عديدة تبرر التخلص منهم، مثل الخيانة العظمى ومحاولة تفكيك الوحدة القومية..
أن يركض الجنود في الشوارع حاملين أسلحتهم ويقومون بقتل الأطفال المشردين كالكلاب الضالة، هو أمر أيسر على الساسة والحُكام من رعايتهم ليتحولوا إلى جيل واعي يثور ويقض مضاجعهم ليطالب بالحقوق المسلوبة !
--*ملحوظة : اعتذر عن لغتي الضعيفة :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق