Pages

السبت، 7 نوفمبر 2015

جـورنيـكــا

جدراية جـورنيـكــا للفنان الإسباني بابلـو بيكـاسـو


سحر !! ربما
وألم !! جائز حقاً

رحلتي لم أكملها لأنها لن تنتهي ابداً، كنت وحيداً في هذا العدم، ولم يكن يعلم سره غيري حين أمتلكت بذرة الأكوان، التي ألقيتها في تربة العدم وسقيتها قطرة من دمي وانتظرت، وطال الإنتظار، حتى جاء ميعاد إنفجارها، انتشر منها مئة ألف مجرة وأرض، فطفت في زوايا ما طرحت وابتسمت، فطرت السبع ممالك وأسقطت الملك وزينت عرشي برأسه وجلست.

 ولمست طرف السحابة فذابت ماء وأغرقت الأرض وطمرتها ورحلت مئة قرن، شكلت فيها ألف كوكباً ودثرت مئة أمة وخلقت عشرون أدم لألف حواء.. ملكتُ الحقيقة.
وعدت للأرض الأولى لأخفي فيها الحقيقة  وأوصلت بينها وبين الفضول ألف فخ، تحجبت بالحقيقة وشكلت بها المخلوقات، إلتفتوا إلى السماء، تمعنوا فقط فيها، اشترط عليهم الذل لكبريائي مقابل الحياة، فأنا ملك الملوك، فخ الحقيقة وشراهة الفضول، أنا فضيلة السؤال.

 شكلت الأرض بعصا النجوم ألف عام تحت عبائتي وهي لهيب، بّردتها ألف أخرى في بحيرتي، أعلنتها وطن للحياة، وتربة للظلام، هل تلعن الظلام، فالحق أني ظلام، دثرت الأرض الاف السنين، كونت فيها ما أردت وسئمت نها، تركتها تصطف بين آلاف الأراضي الأخرى تواجه بؤسها الأبدي، حين رأيتهم يتعاركون على كأس نبيذي، وعن ليلتهم الأخيرة .
كنت سعيداً بالحقيقة فمنحتها لهم كاملة، وحين أدركوها صارت طريقهم للفناء، لم أكن أحمقاً، منحتهم البذرة التي دمروها، فقدّرت لهم 100 لعنة، واللعنة تأخذ منهم أُمّة، أعلم أني بدأت ما لا أستطيع أن أنهيه،وسَخَرّت التجلي لهم واسترحت إلى الأبد،  دع عنك  ما يعنيني.
دللت ما أعناني ورويت البذرة طويلاً، حتى اُنّهَكت، فارتحت على عرشي سبعة وعشرون ألف قرن، كانت بالكاد كافية لأدرك عبثي ما صنعت، قبل أن أجمع طَرّح البذرة في عبائتي وأحرقها.

هناك تعليقان (2):

  1. كتابة جميلة.. يبدو أنّك بدأت بيها ما لن تستطيع أن تُنهيه أيضاً :)

    ردحذف
  2. عجابنى اووى استخدامك و تمكنك من اللغة هايل جدا

    ردحذف