يرتدى ملابسه من أسواق للملابس المستعملة و فى اكثر الاحيان يأخذ ملابس رئيسه القديمه او من الجمعيات الخيريه لانة لايستطيع شراء خيط واحد فقط من بنطلون .
يصاب باكتئاب شديد عندما يحتاج الى شراء حذاء جديد لان حذاءه قد أنتهت صلاحيته منذ عام مضى ولا يستطيع توفير المبلغ ويضطر للذهاب الى عمله ب
شبشب الحمام (ليست مزحه) .
المواطن مصرى الساكن فى احدى المناطق الشعبيه او العشوائية لا يجد دائما قوت يومه - يوم يلاقى و 5 لا , ولا يعثر على ماء نظيف من صنبور مياه , وليحصل على الماء يجب ان يذهب فى الصباح الى الخارج وينتظر سيارة المياه ويتشاجر مع سكان المنطقه ليحصل فى النهاية على القليل من الماء و فى بعض الاوقات لا يحصل لأن العربيه تكون قد أفرغت حمولتها القليله .
المواطن المصرى يتعرض للقمع و التعذيب والاهانه من الشرطه أكثر من أى مواطن فى منطقه متوسطة أو راقيه الذى طالما كان يشتكى من نظرة الشرطى له (نظره فقط) , القمع درجات تختلف مع المواطن على حسب مكان سكنه و نوع مؤهله و علاقاته الشخصيه , فالمصريين درجات .
المواطن مصرى لا يعرف أى شئ عن السياسه ولا عن الايدلوجيات , فهو يكافح ليوفر مصاريف معيشته و يعمل فى أكثر من وظيفه ولا تكفى ليعيش حياة كريمه , تعرض فى حياته الى ضغوط أوصلته أحياناً الى الانتحار او القيام بأعمال غير شريفه .
لكن مالم يحسبة النظام البائد هو الانفجار الذى سيخرج من قلب مصر , العشوائيات التى عانت لسنين طويله من الاهانات وعدم الاهتمام , الثوره التى خرجت من كل مكان فى مصر وبالاخص من المناطق الفقيره .
نظر المواطن مصرى الى ماحدث فى تونس , شعر ببعض الامل لأن النظام كانت ترتعد فرائصة , شعر بمزيج من الحماسه و الخوف لكنه قرر النزول يوم 25 يناير ضد الفقر و ليطالب بحياه كريمة له ولكل من يشبهه
خرج من جحره الذى أجبر ان يكون به من سنين و كسر كل القيود لأول مره , خرج فى واحده من المسيرات التى كانت تتجه الى ميدان التحرير , تفحص المتظاهرين كانت أعدادهم كبيره و الكثير منهم يشبهوه و منهم من طبقات اجتماعيه أفضل من طبقته , لكنه لم يشعر أنهم أفضل منه شعر أن الجميع يد واحده فعلا ليس مجرد شعار , لم ينظر له أحد باحتقار مثل الماضى , أدرك أن هناك عطش للتغيير و هناك قيم تتغير , روح جديده تولد .
ظهرت قوات مكافحة الشغب و بدأت المواجهة ومثل العديد من المصريين تعرف على قنابل الغاز وعلى الرصاص الخرطوش و المطاطى , وأستمرت المواجهات الى يوم 28 يناير .
نظر المواطن مصرى الى جوالة البسيط فوجد ان الجوال بلا شبكة , ظن ان بة عطل لكنه علم بعد ذلك انه تم اغلاق شبكات المحمول و الانترنت , ذهب الى مسجد قد أعلنت قوى وطنيه انها ستخرج بمسيرة منة و صلى صلاة الجمعه و خرج مع المسيرة , وعندما حان موعد المواجهة أصيب بجروح من الرصاص وعصيان العسكر , ورغم كل الجروح و كل ماشاهدة من قتلى وجرحى و استخدام العنف و أستنشاقة لرائحة القمع و الكره و الفجور , أصر على المقاومه الى ان نزل الجيش الى الشوارع تحركت عاطفته ظناً ان الجيش جاء لينقذهم , لم يتحمل جسده كل ذلك فأضطروا الى نقله لواحده من المستشفيات الحكومية بالقرب من التحرير .
ظل فى المستشفى وتألم لما راه يوم موقعة الجمل وفرح مع الجميع بخلع الرئيس , لكن بعد هدوء الاجواء فى مصر أخبره الدكتور المختص انه بحاجه الى عملية جراحية ليعود الى حياته الطبيعبه لان اصابته مازالت خطيره والعملية باهظة الثمن , لم يستطيع تدبير المبلغ و حوله اسرتة تتألم و تبكى من أجلة .
وبعد عدة شهور وهو يتألم وحيداً مع اسرتة التى تبكى لاجله علم ان فى الغرفة المجاورة له كان هناك مصاب أيضاً و استشهد لانه لم يستطيع تدبير مبلغ العملية , بعض النقود اذا وفرت لكان الان يمارس حياته الطبيعية و ما كان مصيره هو الموت .
كان يسمع فى التلفاز ان هناك مصاب تبرعت له شخصية او جمعية ما ليعالج ويظهر المصاب فى احدى البرامج بعد شفائه بملابسه النظيفه ويروى قصته , اخذ يفكر هل لانه من فقراء مصر لن يلتفت له أحد؟ , هل سيكون مصيرة هو الموت مثل مصير من سبقه ؟!!
هل أحتسبوه فى قوائم المصابين من الثوار النص لبه , لأنه لا يتحدث بعدة لغات أجنبيه , ولانة لم يدرس فى أحدى الجامعات ,و لان عائلته و معارفة كلهم من البسطاء وليس لديهم أى نفوذ , هل لذلك لا يلتفت الاعلام له ولمن هم مثله ؟!
المواطن مصرى هو الثائر الحقيقى الذى واجه الظلم و الفساد فى الصفوف الاماميه .
ليس من الجبناء الذين بقوا فى الصفوف الخلفيه ولم يصابوا بأى ضرر , و الان يتحفونا بقصص بطولاتهم الثوريه .
من ضحى لأجل مصر ملقى على سرير فى مستشفى حكومى سئ , او فى قبره .
قصة جميلة
ردحذفصحيح ياإسلام. الثوار الحقيقيون هم من لانعلم عنهم شيئاً. الفقراء الحقيقيون هم من لانساعدهم!
ردحذف