Pages

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

رصاص الغدر اغتال أحلام الشباب .


منذ احداث يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 فقدت القدره على النوم و الاسترخاء , من هول الاحداث البشعة و المجزره والاباده التى كنا نتعرض لها فى هذا اليوم بالتحديد .

أتحدث الان عن "قناصة الداخلية" هؤلاء بدأ دورهم فى الثوره منذ يوم 28 يناير .

 يوم 28 يناير عندما حل الظلام كنا فى حرب لدخول الميدان , بدأ القناصه مجزره جديده و من نوع خاص, وقفوا فى شرفات واسطحة البنايات والفنادق المحيطه بالميدان مثل "الهيلتون و سميراميس و مبنى وزارة الداخليه" , وكان القناصه يستهدفوا اجرأ و أنشط شباب الثوره و حتى الشباب الذين خصصو مجهودهم لاسعاف المصابين فقط  لم يسلموا من رصاص القناصة .


 علمنا بوجود قناصة بعد المغرب بالقرب من المجمع - بجوار كوبرى قصر النيل وكان الدخان كثيف ويحجب الرؤيه تماماً , فجأه ظهرالضوء الليزر الاخضر ثم اختفى ولم تمر لحظة  حتى اصيب شاب من الرفاق  , تأكدنا من وجود القناصة حملنا المصاب وعدنا الى الخلف ونحن ننبه الجميع بصوت مرتفع ((قناصاااااااااااااااااااه)) .
كان القناصه يوجهون رصاصهم الى الرأس و الصدر , و كانت فكرة وجود قناصه اثارت حاله من الذعر بين الرفاق وكانوا يقنعوا انفسهم ان القناصه اذا اطلقوا النار فلن يكون للقتل لكن للاعاقه عن الاستمرار مثل اطلاق النار على القدم او اليد ولكن الحقيقه ظهرت .
شعر الشباب بالخوف و تراجعوا , فشجعهم شاب فى العشرين من عمره عندما وقف ينادى بصوته المبحوح  ((ياشباب هى موته ولا اكتر احنا مش اقل من الناس اللى ماتت )) كلمات رغم انها بسيطه لكن فى المكان ومانتعرض له من ضغط عصبى و ارهاق كان معناهم كبير شجعونا على الاستمرار ,  وسقط العديد من الرفاق برصاص القناصه فتأكدنا انهم يقتلوا لا يريدون تعجيزنا او اصابتنا فقط , اذا اراد قتلك فأنت جثه هامده .
بمجرد ظهور ضوء الليزر الاخضر ويبدأ حركته السريعه على اجسادنا نشعر ان هناك حكم بالاعدام سينفد فى الحال .

ومن اصعب قصص الاستشهاد برصاص القناصة شاب كان من الابطال وكان فى الصفوف الاولى فى قلب المعركه , اصيب شاب بجانبه  فذهب لنجدته فاطلق القناص الرصاص عليه فلم يشأ الله ان يموت فى الحال وقاوم وحاول العوده لكن فى كل محاوله للحركه يراه القناص ويطلق عليه رصاصه اخرى فاستقر فى صدره 3 رصاصات  واستشهد . 

و أتذكر شاب كانت مدة معرفتى به ساعات قليله فى الميدان عندما اصبنا بالارهاق الشديد عدنا لنستريح بالخلف بعض الوقت وتحدثنا سوياً عن الامنيات مثل ان يرحل مبارك ويحاكم وماشابه وعن مايحدث لنا الان , كان شاب بسيط و فى غاية الاحترام و الشجاعة رأيته فى وقت سابق يتقدم ويقاوم بكل شجاعه , فسألته "انت مش خايف تموت؟!" فكان رده بسيط و صادق ( هو انا عايش ؟! ) , وفرقتنا القنابل ولم أره الا وهو على أيدى الشباب فى اتجاه سيارة الاسعاف .

لا استطيع وصف التوتر والخوف  عندما أرى الضوء الاخضر يمر على جسدى ثم ارى من بجانبى يطير فى الهواء ثم يسقط على الارض برصاصه ربما كانت من نصيبى انا و ليس هو , و رغم كل مافعلوه لم نسمع عن القبض على قناص منهم  . 

القناصه يعيشون الان مع أسرهم و يمارسون حياتهم الطبيعية , رغم أن وزارة الداخلية تعلم من  القناصة الذين شاركوا فى مجزرة يوم 28 و يوم موقعة الجمل , و تستطيع ان تسلمهم الى العداله لتثبت حسن نيتها وانها بالفعل تريد فتح صفحه جديدة مع الشعب المصرى . 
لكن من الواضح ان الداخليه تعانى من ازمة نفسيه لانها ترفض تقبل فكرة ان تحترم المواطن وتعامله على انه كائن مثلهم تماما وله كرامته ويشعرو يتألم ويثور , لن تستطيع اهانة المصريين و ممارسة طقوس التعذيب فى اقسام الشرطه .


فقط من تم الحكم عليه فى قضايا قتل المتظاهرين هو امين الشرطه الهارب الذى حكم عليه بالاعدام .
وهو يقسم انه لم يكن معه الا طلقات خرطوش , و حتى لو قتل .. من اعطاه الاوامر و لماذا لم يحكم عليهم بالاعدام ايضاً .
لكن كيف يكون القضاء عادل والنظام لم يرحل , حصل  الضباط المتهمون على ترقيات و منهم من وصل الى رتبة مساعد وزير الداخليه وهم متهمون فى قضايا قتل متظاهرين سلميين ..عجبى .

احداث هذا اليوم غيرت بداخلى الكثير , لم أعد بمقدرتى ان انسى ما رأته عيناى , تراودنى يومياً  أحلام بشعه  و مشاهد الدم  الاشخاص الذين استشهدوا امامى و اصوات الصراخ , تمنيت ان اكون واحد من الشهداء , تمنيت ان اقتل فى هذا اليوم ولا اعيش هذا العذاب , اشاهد ثورتى تسرق و دم الشهداء يضيع , الشهداء هم من أفدونا بروحهم لنعيش , هم من ضحوا من أجل مصر.
والمصابين كان نصيبهم من الثوره هى اعاقه , يعيشوا ماتبقى من عمرهم بعاهة لكنهم تمنوا لو فدوا مصر بعمرهم كله ليس عضو من جسدهم فقط  ,  لم يحصلوا على نصيبهم من "التورته" ولم يخونوا بلادهم من أجل الظهور على الشاشات او للحصول على دعم مادى .

كلنا يعرف من خان , ومن يتحدث و تتحدث بأسم الثوره وهم لم يشاركوا فيها ولم نراهم فى الميدان أيام الغضب وظهروا فقط عندما استطعنا السيطره وحماية الميدان تماماً .

* ادعوكم للنزول الى الميدان يوم 8 يوليو والاعتصام حتى يسقط مجلس مبارك ويسقط كل مبارك فى كل مكان فى مصر  .

هناك تعليق واحد:

  1. بعد التحية ..
    تم اضافة مدونتكم الى ـ مدونون بلا قيود ـ
    وسوف ننشر مواجز وروابط لكل تدويناتكم خلال نصف ساعة من نشركم لها
    لمزيد من التفاصيل http://modawenon.tumblr.com/icq
    ولكم فائق الحرية والاحترام
    .
    http://twitter.com/#!/modawenon/status/87876678919012352

    ردحذف