Pages

الأربعاء، 12 يونيو 2013

الانسانية و ..


استيقظت من نومى مره اخرى لأعود من عالم الروح الذي لا يقطعنى عنه الا الأرق اللعين لأقوم بالرد على هاتفى المحمول أو متابعة ما ارسله اصدقائى وهذه معاناه يعرفها كل من امتلك واحد من الهواتف الذكية المزعجة , عدت إلى ارض الواقع لأعيش معاناة جديده مع الحياة اتلمس حال العبث وما طرأ عليه من تغييرات .. سريعا ارتديت ملابسى وسلاحى الذي لا غنى عنه ابداً , الواقى السحرى لعقلى واذناى من التلوث السمعى .. في طريقى إلى محطة المترو كالعادة مررت بنفس الشوارع التي قضيت على قدماى فيها مئات المرات ذهابا وايابا

بدأت رحلتى مع الشقاء اليومى من الهمز واللمز بين رفيقين يعبران الطريق بجانبى سخريةً من مظهرى وربما وصفنى احدهم بـ انى مثلي جنسياً رغم انها لا تعتبر تهمة أو سب فـلذلك لا اهتم , لكن امتلكتني رغبة في ان اصرخ بهم انه لا علاقة للمثلية بمظهر معين وانها ليست تهمة على الإطلاق فـ لا علاقة لك بما يحبه غيرك في فراشه وهى شئ خاص تماماً مثل ديانتى .. وصلت إلى محطة المترو وانتظرت في دقائق احتوت ذهنى في شرود غامض وصول المترو الذي سيقلنى إلى محطة الشهداء لأحول إلى اتجاه الجيزة في طريقى إلى محطة الاوبرا لأستقل سيارة ميكروباص صغيره وقديمة تعج بالكثير من البشر حتى مسرح البالون حيث مقر عملى .. لا بالمسرح لكن بمقر الشركة القائم في الشارع الخلفي للمسرح ..

 في المترو تجاهلت نظرات التعجب أو السخرية من مظهرى وكأنى كائن فضائي نزل للتو من مركبته لأداء مهمة سخيفة تدور احداثها في فيلم اسخف يتابعة مشاهدين سخفاء .. لفت نظرى في عربة المترو سيدة حاولت اكثر من مره الجلوس ولكن يسبقها شخص اخر للكرسى فـ تطوعت لأجلسها مكانى لكنها استعجبت للحظة وملئت عيناها الدهشة ثم ابتسمت بتحرج وتمنعت قليلا ثم شكرتنى وجلست .. لفت نظري سيل من الابتسامات الساخرة يصدر عن"شلة" شباب بجانبى لكن الواقى السحرى لأذناى كان يفصلنى في واقع اخر بعيد عنهم تزينه همهمات فيروز وتجليات زياد وطرب بوشناقى وحب منير الأصيل .. كنت اتغنى وتتحرج اجزاء جسدي من التحرك مع الموسيقى التي لا يدركها في تلك اللحظة غيرى ..

 وصلت إلى عملي لأتصفح نظرات مديرى .. ممم نعم انها هي بنفس مقدار الاندهاش الذي اشاهده فيها يومياً , لا يستطيع تقبلى مهما طال الزمن ..

 والان انا في عملى وامام مكتبى اقوم بما كلفت من اعمال وكالمعتاد يخرج زميل بـ "افيه" ظريف يكرره يومياً على مدار شهر كامل وهي مدة عملى في الشركة .. " مش هاتحلق وتسترجل بقى ولا ايه ؟ " تجاهلته بابتسامة مصطنعة .. تابعت مظهره بدقه ـ حلقة عرف الديك ويزين جانبى رأسه حرف الـ ام الانجليزى وهو الحرف الاول لاسمه , بنطلون ضيق جدا لم ارى الا الفتيات ترتديه يصف كل جزء في قدمه بدأً من سمانتها إلى مؤخرته والتى شيرت الضيق الذي يفضح ترهلات الجسد وكرشه الصغير وصدره المتدلى منه !! ابتسمت في داخلى من فرط هذا العبث الدنيوى البغيض , كل منا يرى حاله هو الافضل والأصح ولا يدرك أو يحترم اختلاف غيره عنه .. ولا يستوعب اصلا انه ربما يكون مختلف عن غيره ..

 كيف يمكن لى ان اعيش نفس الحالة يومياً في عرض مستمر ولا اصاب بحالة هلع وخوف من المجتمع لمجرد انه لا يحترم مظهرى ولا ما احب ان تكون عليه هيئتى انا , يومياً التعرض للتحرش اللفظى بالسب والقذف أو بـ التدخل في ميولى الجنسية شئ اساسى في برنامجى اليومى واتعجب جدا إذا مرت ساعة على تواجدى في الشارع دون التعرض لهذا البغض ؟!! 

وهذا يدعوني لادراك ما تتعرض له الفتاة في الشارع يومياً وحالة الهلع التي تعتريها دائماً وانا لم اتعرض لـ 1% من التحرش الذي تتعرض له ..

كم اتوق للعيش في مكان لا تشعر فيه انك موضع انظار السخرية و الاحتقار ؟! ولماذا يحتقرونى في الاساس ؟!! - لأنهم يريدون تشكيلى في الهيئة التي تتقبلها امزجتهم .. كـ"الصلصال" .



هناك 3 تعليقات:

  1. لأنهم يريدون تشكيلى في الهيئة التي تتقبلها امزجتهم .. كـ"الصلصال"

    للاسف يا صديقي انا فاهم وحاسس بكل كلمة قلتها وبتعرض للمثل مع اختلاف مظاهرنا لكن فعلا الناس رافضة لاى مظهر مختلف عن مظهرهم :/

    تسلم ايدك

    ردحذف
  2. هو انا ساعات بقابل الهبل ده كتير حتى عندى فى البيت تشيرت لسه شاريه على كرتون سمايل امى بتقولى انت مش شايف انه مش مناسب سنك مع انى لسه 24 يابشر اومال لما ابقى 40 بقى حعمل ايه سيبونى اعيش سنى

    ردحذف