Pages

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

ممنوع من الحياة !!


استيقظ خالد من نومة بعد ليلة طويلة , وجد أن الشمس قد أشرقت وان الان هى ساعة الذروة .. علم هذا بسبب ازدحام السيارات على الكوبرى الذى ينام أسفلة .. رأى زملائة قد بدأوا عملهم قبلة يتسولوا بعض الجنيهات من المارة وقائدى السيارات ليحصلوا على فطورهم .. حاول خالد محاولات عديده لكن لم يحصل الا على السباب ونظرات الاحتقار .. 

جلس على الرصيف من التعب ونظر حولة رأى مطعم 'الفول والطعمية' قد بدأ نشاطة , ازداد شعوره بالجوع بعد استنشاقة لرائحة الطعمية اثناء طهيها فى الزيت , اتجه الى المطعم وترجى صاحبة ان يحصل على رغيف واحد فقط لانه لم يأكل منذ الامس وبعد توسلات كثيرة وافق الرجل .. جلس خالد على الرصيف امام المحل يتناول طعامة بسرعة وشهية تؤكد انه لم يأكل منذ وقت طويل انضم اليه زميلة وتناولاه معاً وخطط ليحصل على وجبتة القادمة من صندوق القمامة القريب من المطعم الذى يلقى فيه قمامة المطعم المليئة بقطع من الاطعمة المختلفة والخضروات !!

اخذ يفكر فى اليوم الذى ماتت فيه والدته وكم الحزن الذى اصابة , وبعد وفاتها بأسابيع قليلة تزوج والده من امرأه ريفية صغيرة وجميلة وتمتلك القسوة والتسلط .. تملكت والدة وصارت تتحكم فى جميع تصرفاته حتى أمرتة بطرده من المنزل فـفعل ! ,  خرج ولم يعرف الى اين يذهب .. كلما ذهب الى احد اقربائة امره بالعودة والاعتذار لوالده على شئ لم يفعلة !! , وعندما ادركة الليل واراد ان ينام تعرف على طفل فى نفس عمرة تحدثا الى بعضهما وحكى له قصتة مع والدة وزوجتة , فـرد الولد الاخر :" انا لى نفس القصة تقريباً لكنى هربت من بطش والدى ولم أطرد مثلك" , ثم ذهب معه الى هذا المكان اسفل الكوبرى حيث وجد العديد من الاولاد يفترشون الارض القذرة واستنشق فى المكان رائحة نتنة سرعان ما اعتاد عليها .. 

أكمل خالد طعامة وهو يسترجع فى ذاكرتة ماحدث بعد طردة من منزلة بعدة شهور فى ميدان التحرير والمرة الاولى التى يجد أناس يبتسمون فى وجهة ولا ينظرون له باحتقار بالعكس كانوا يمدونة بالطعام والشراب والملابس وكل مايحتاجة , اخذ يستمع الى احاديثهم ولم يفهم سوى انهم يحاولوا بكل الطرق ان يعدلوا مسار البلاد الى الافضل من اجله هو والمشردين فى البلاد امثالة .. لكن سرعان مايختفون بسبب فض اعتصامهم بالقوه ويعودون بعد وقت طويل .. تعلق بهم بشده شعر انهم اهلة واخوته وكل شئ .. وكلما اختفوا يعود للنوم اسفل الكوبرى ويشحذ المال ليشترى طعامه او يشحذ الطعام نفسة او اخيراً يلجأ الى البحث عنه فى القمامة ..

تسائل خالد , هل يستطيعوا توفير الرعاية الكاملة له ام لا ؟ هل يستحق يوماً اب وام يحبونة بشدة ويراعوه مثل الاطفال الذين يشاهدهم يومياً فى السيارات مع ابائهم وهم سعداء او المتعلقين بكفوف اهلهم فى الشارع .. انتهى خالد من وجبته الصغيرة التى لم تقتل جوعة وجلس بمفردة يبكى على امه التى ماتت وتركتة صغيراً وتمنى لو اخذته معها ولكنه حتى لا يعرف مكانها و شعر بدموعه الحارة تنهمر على وجهة !

توقفت سيارة فارهة بالقرب منه وانفتح زجاجها ليطل من شباكها شخص نادى عليه "ياولد .. تعالى" , ظن خالد انه سيحصل على وجبة أخرى او بعض النقود لكن عندما ذهب اليه بدأ هذا الشخص فى التحدث اليه بكلمات طيبة و ابتسامة بشوشة ثم سألة عن أحوالة ولماذا يبكى فـقص خالد علية كل ماحدث له فـواساه الرجل وسألة :"هل انت جائع؟" فأجابة دون تفكير :"جائع بشده" , فطلب منة ركوب السيارة فركب وتحركت السيارة  وفى الطريق اخبرة الرجل انه يفتتح دار لرعاية الاطفال المشردين امثالة وانه يتعاطف معه بشده وطمئنة انه سيحصل على رعاية كاملة وسيكمل تعليمة حتى يكون رجلاً تعتمد البلاد عليه .. فتذكر خالد انه استمع الى هذا الامر مرات عديدة من قبل , لكن يبدوا الامر الان اكثر جدية مماسبق ..

وصلت السيارة الى ما يبدوا انه بوابة لفيلا صغيرة  فدخلت السيارة الى امام بابها ونزل منها مع الرجل ودخلوا اليها .. لكنه فوجئ بوجود اخرين فى المكان ولم يبدوا بشوشين على الاطلاق ولمح بطرف عينة منضدة تم تجهيزها بمعدات والات غريبة وحادة لغرض ما .. تملك الهلع منه و ظل يصرخ ويجرى محاولاً الهرب لكن فى النهاية تمكنوا من الامساك به وشعر بهم وهم يجبروه على استنشاق شئ ما يصيبة بالدوار اخذ يدفع هذا الاحساس بعيداً عنه ولكن لم يستطيع لأن ما استنشقة اصابة بالشلل , نظر الى ماحولة ولكن لم يرى الا ضباب .. فاغمض عيناة وابتسم مستسلماً لصوتة الذى يردد بداخلة :
" لابأس أنا فى طريقى الى أمى الآن " !


هناك 3 تعليقات:

  1. مؤثرة جدا ، وعجبتني أوي

    ردحذف
  2. جميلة ومؤلمة جداااااا

    سعيدة انى اتعرفت على مدونتك
    تحياتى

    ردحذف
  3. واقع مؤلم بيتكرر فى ظل غياب الضمير المجتمعي

    ردحذف